مطار الأمم المتحدة في غزة قبل عام 1967
خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كانت الأمم المتحدة تدير مطار في قطاع غزة في منطقة المنطار شمال شرق مدينة غزة بالقرب من معبر كارني الإسرائيلي السابق. تُظهر عشرات الصور من أرشيف الأمم المتحدة عمل المطار وكيف ساهم في خدمة سكان القطاع. في البداية، تم استخدام المُنشأة لخدمة مؤسسات الأمم المتحدة العاملة في غزة مثل الأونروا. ثم بعد ذلك، تم إدارة المطار من قبل قوات الطوارئ الأممية التي عرفت ب "اليونيف" حتى عام 1967. بعد طلب الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر من الأمم المتحدة بأن تنسحب من غزة وسيناء، تم اخلاء موقع المطار والمعسكر التابع له.ا
استخدمت القوات الملكية الجوية البريطانية هذا المطار أثناء فترة الانتداب لدعم عمليات المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضد دول المحور. بعد الانسحاب البريطاني عام 1948، بدأت الأمم المتحدة باستخدام المدرج والقاعدة السابقة كمطار بشكل متواضع حتى عام 1955. تم توسيع نطاق عمليات المطار بشكل كبير بعد حرب عام 1956 عندما جيء بقوات الطوارئ المسؤولة عن "فك الاشتباك" بين جيوش مصر من جهة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل في سيناء وقطاع غزة من جهة أخرى. وفر تشغيل المنشأة خدمات لنقل ركاب وحمولات إنسانية من وإلى القطاع الساحلي. شكل مطار الأمم المتحدة في مدينة العريش المصرية في ذات الوقت مقرً لأعمال الصيانة لأسطول الطائرات الأممية التي عملت في غزة.ا
هناك شهادات كثيرة من فلسطينيين توثق سفرهم على متن طائرات للأمم المتحدة من غزة إلى بيروت (حيث كان يوجد معهد سيبلين المهني) بالإضافة إلى رحلات لجزيرة قبرص ووجهات أخرى. إحدى هذه الشهادات من مواطن الفلسطيني (ر. حمدونة) الذي وُلد ونشأ في القطاع، حيث يفيد بأنه "في عام 1963 كنت طفلا بعمر ست سنوات. ذهبت بصحبة أحد أخوالي الى المطار لوداع خالي الاخر وهو لا يزال حي يرزق ويقيم في مصر وكان يعمل مدربا في مدرسة الصناعة (مركز التدريب المهني) التابع للأونروا بمدينة غزة. سافر من المطار وركب الطائرة أمام عيناي ليلتحق بدورة للمدربين عقدت في مركز سبلين (التابع للأونروا) في لبنان. ثم عاد الى غزة بعد نهاية الدورة التدريبية بنفس الطريق. هذا المطار ارتبط بوجود قوات الطوارئ الدولية في قطاع غزة قبل حرب يونيو عام 1967".ا